سورة سبأ - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (سبأ)


        


ما يلج في الأرض: ما يدخل فيها. وما يعرج فيها: ما يصعد إلى السماء. لا يعزب عنه: لا يغيب عنه. مثقال ذرة: ثقْل اصغر نملة. معاجزين: سابقين لإظهار عجزه. من رجز: الرِجزُ أشدّ العذاب، وله معان اخرى. صراط العزيز الحميد: طريق الهدى.
الحمد لله وحده مالكِ الكون ومدبّره، وله الحمد في الآخرة على جميل إحسانه ورحمته وهو الحكيم الخبير ببواطن الأمور وجميع ما يدور في هذا الكون. إنه يعلم ما يدخل في جوف الأرض وما فيها من ماء وكنوز ومعادن وغير ذلك، وما يخرج منها كالحيوان والنبات ومياه الآبار والعيون، وما ينزل من السماء وما يصعد فيها ويرقى اليها، كالملائكة وأعمالِ العباد والأرواح والأبخرة والدخان وكل ما يطير ويحلّق في الأجواء.... لا تخفى عليه صغيرة ولا كبيرة مما يحصل في هذا الكون الواسع العجيب. وهو مع كثرة نِعمه وفضله، واسع الرحمة عظيم الغفران، بابُه مفتوح لكل تائب أواب.
ومع كل هذا فقد أنكر الذين كفروا مجيء يوم القيامة، فقلْ لهم أيها الرسول: ستأتيكم الساعة وحقِّ ربي، عالمِ الغيب الذي لا يغيب عن علمه مقدارُ ذرَة في السموات والارض، ولا أصغرُ من ذلك ولا اكبر.... وكل ذلك مسطور في كتاب مبين.
والحكمةُ من البعث وإعادة الناس يوم القيامة أن يجزيَ الله الذين آمنوا وعملوالصالحات ويثيبهم خيراً ومغفرة ورزقاً كريما، ويثْبت للذين كفروا وسعَوا في الأرض فسادا انهم كانوا خاطئين، وانهم في العذاب الأليم مخلدون.
وهذا هو العدل من الله تعالى..... ينعُم السعداءُ المؤمنون ويعذَّب الاشقياء الكافرون. إن الذين منّ الله عليهم بالعلم من أهل الكتاب وغيرهم يعلمون أن القرآن الذي أنزله عليك ربك يا محمد هو الحق الذي لا مرية فيه، وانه يهدي إلى صراط العزيز الحميد وهو الاسلام، الدين القويم.
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي: {علاّم الغيب} وقرأ أهل المدينة وابن عامر ورويس: {عالِمُ الغيب} برفع الميم. والباقون: {عالِمِ الغيب} بكسر الميم. وقرأ ابن كثير ويعقوب وحفص: {من رجز أليمٌ} برفع الميم صفة لعذاب، والباقون: بكسرها. وقرأ الكسائي وحده: {لا يعزِب} بكسر الزاي والباقون: {يعزب} بضم الزاي.


اذا مُزقتم كل ممزق: متُّم وتفرقت اجسامكم في التراب. لفي خلْق جديد: يوم البعث في القيامة. افترى على الله؟: هل اختلق هذا الكلام من عنده. ام به جِنة: جنون. كسفا من السماء: قطعا من السماء نعذبكم بها. لعبد منيب: تائب راجع إلى ربه.
قال بعض الذين كفروا تعجباً واستهزاءً: هل ندلكم على رجل يخبركم أنكم إذا متم وتمزقتْ اجسامكم وتفرقت في ذرات التراب ستبعثون من جديد!
أكذبَ على الله ام به جنون جعله يتوهم ذلك ويتكلم بما لا يدري!؟ ليس الأمر كما زعموا، بل الحقيقة ان الذين لا يؤمنون بالآخرة في ضلال كبير سيؤدي بهم إلى جهنم.
أفلَمْ ينظر هؤلاء المكذّبون بالمعاد إلى ما حولهم من السماء والأرض ليعلمواقدرتنا على فعل ما نشاء؟ فنحن إن نشأ نخسفْ بهم الأرض، أو نسقطْ عيلهم قطعاً من السماء تسحقهم. وفي ذلك دليل كاف لكل عبد تواب راجع إلى ربه.
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي: {ان يشأ يخسف بهم} بالياء، والباقون: {ان نشأ نخسف بهم} بالنون.


فضلا: نعمة واحسانا. أوّبي معه: سبّحي معه. أَلنّا له الحديد: سهّلنا له العمل به. سابغات: جمع سابغ، الدروع الكاملات. قدِّر في السرد: احكم نسجها وصنعها. غدوّها شهر: سيرها في الغداة اول النهار مدة شهر. ورواحها: رجوعها عشيا مدة شهر. القطر: بكسر القاف، النحاس الذائب. عين القطر: معدن القطر. يزغ: ينحرف. محاريب: مفردها محراب: المعبد، وكل بناء مرتفع. وتماثيل: مفردها تمثال، الصور المجسمة. وجفان: جمع جفنة، وهي القصعة التي يوضع فيها الطعام. كالجوابي: كالاحواض الكبيرة، مفردها جابية. وقدروا راسيات: قدور كبيرة ثابتة في مكانها لعِظمها. اعملوا آل داود شكرا: اعملوا يا آل داود عملا تشكرون به الله. قضينا عليه الموت: حكمنا عليه بالموت. دابة الأرض: الأَرَضَة وهي حشرة تأكل الخشب. منسأته: عصاه. خرّ: سقط. ما لبثوا في العذاب المهين: ما مكثوا في العذاب الشاق المذل.
ولقد آتينا داود منّا فضلاً على سائر الناس في وقته، وهو النبوّة والزبورُ والملك والصوت الحسن، وقلنا للجبال رجِّعي معه التسبيح، كما مرنا الطيرَ بالتسبيح معه، وجعلنا الحديد ليِّناً بين يديه. وفي عصر داودَ اكتشف الحديد.
وأوحينا اليه ان يعمل دروعا سابغات طويلة تامة، ثم امرناه ان يعمل هو وآله وكل من يلوذ بهأعمالا صالحة، {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
وسخّرنا لسليمان الريح، ذهابُها صباحاً مدة شهر ورجوعُها شهر، يرسلها إلى حيث يشاء، وسهّلنا له إذابة معدن النحاس، وسخّرنا له الجنّ يعملون له ما يريد من شتى المصنوعات والقصورَ الشامخة، والمحاريب، والتماثيل، والجِفان الكبيرة التي تشبه الأحواض، والقدورَ الضخمة الثابتة لا تتحرك لعظمها. {اعملوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشكور}.
روى الترمذي قال: «صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فتلا هذه الآية ثم قال ثلاثٌ من أوتيهنّ فقد أوتيَ مثلَ ما أوتي آل داود: العدْل في الرضا والغضب، والقصد والغنى، وخشية الله في السر والعلانية».
فلما حكمنا على سليمان بالموت لم يدلَّ الجن على موته الا دابةُ الأرض، إذا اكلت عصاه التي كان متكئاً عليها فسقط، فلما سقط علمت الجنُّ انه مات، وانهم لا يعلمون الغيب.
قراءات:
قرأ نافع: {منسأته} بغير همزة. والباقون: {منسأته} بالهمزة.

1 | 2 | 3